تسأل إحدى الأمهات يتردد دائما أن هناك عوامل كثيرة فى المنزل تؤدى إلى إصابة الأطفال بالحساسية، فما هى الأشياء التى يمكن تجنبها لعدم الإصابة بالحساسية؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة عضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا:
الحساسية من الأمراض التى تنتشر فى أكثر من فرد فى العائلة فلو أن الوالدين عندهما حساسية تجاه مادة معينة، فمن المرجح أن الطفل الذى يولد سوف يصاب بالحساسية بنسبة تتراوح ما بين 40: 60%.
ومن هنا تأتى أهمية أن يحرص الوالدان على عدم وجود المواد التى تسبب الحساسية لطفلهما، وأهمها بالطبع الحيوانات ذات الفراء والشعر مثل الكلاب والقطط والأرانب والطيور وغيرها، كما يجب الحرص على عدم فرش الأرضيات بالموكيت ذى الوبر الكثيف، والذى تختبئ فيه العتة والقوارض والفطريات والتى تنتشر فى هواء الحجرات وتسبب أنواعا حادة من حساسية الأنف وحساسية الصدر.
وأيضا يجب عدم وضع المكتبات وتخزين الكتب فى غرف نوم الأطفال، حيث إن هذه القوارض والفطريات تعيش أيضا فى الكتب وبالذات المخزونة منها لفترة طويلة دون تنظيف، كما أنه من المستحسن عدم النوم على المخدات المصنوعة من الريش أو الإسفنج المطاطى لأن هذا الإسفنج يختزن الرطوبة من النفس أثناء النوم، ويصبح خصبا لنمو الفطريات واستنشاقها أثناء النوم وفى هواء الحجرة.
علاج دائم للحساسية:
يقول الدكتور مصباح كان التعامل مع الحساسية دائما من منطلق الوقاية من "الاليرجين" الذى يسببها، ثم التعامل مع الأعراض التى تنتج عنها وتخفيفها أو معادلة تأثيرها.
أما الآن وبعد أن ظهر كم من الأعداد الهائلة التى تصاب بنوع ما من أنواع الحساسية حتى إن دولة مثل الولايات المتحدة تصرف حوالى ما يقرب من 8 بلايين دولار على علاج المرضى من الحساسية وزيارات الأطباء والإجازات المرضية المدفوعة، لذلك فإن اتجاه العلماء والأطباء الآن هدفه الأول هو الوصول إلى دواء أو تطعيم يمنع حدوث الحساسية، وبالتالى يمنع ظهور أعراضها بخلاف ما هو متاح الآن من أدوية تتعامل مع الأعراض نفسها بعد حدوثها.
ومن هذا المنطلق بدأ العلماء فى سان فرانسيسكو فى إيجاد دواء حاسم للحساسية ربما سيظهر خلال السنوات القادمة بعد إجراء التجارب النهائية عليه، وذلك من خلال صنع أجسام مضادة عن طريق الهندسة الوراثية مشابهة تماما لجزىء الأجسام المضادة، والتى تذهب لتحيط بالخلايا السائدة دون أن تسبب هذا التفاعل، وعندما يأتى "الالليرجين " لينبه الأجسام المضادة الحقيقية كى تخرج لتثبت نفسها على جدار الخلايا السائدة لإحداث أعراض الحساسية.
فإنها تجد هذه المستقبلات مشغولة بالمادة المشابهة المصنعة عن طريق الهندسة الوراثية، فلا يستطيع التفاعل أن يتم ولا تحدث أى أعراض من الالليرجين أو المادة المسببة للحساسية فالأجسام المضادة من النوع IgE" "والتى تسبب حدوث الحساسية تنتج عندما يتجه "الالليرجين" أو المادة المساعدة T- helper-2 بدلا من الخلايا التائية المساعدةT- helper-1 والتى تحضر عن طريق الهندسة الوراثية وتدمج مع المادة المسببة للحساسية "الالليرجين"، وتحقن بعد ذلك بواسطة الخلايا التائية المساعدة والتى تسبب الحساسية، وهذا النوع من التطعيم هو أحدث ما وصل إليه العلم حتى الآن فى علاج أمراض الحساسية.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع